أنا والبحر والمطر


أنا والبحر والمطر وشرفة بيتي العتيق
وحلم صغير جاورني برحلتي
من سيري بين غصون الأشجار
باحثة عن هم الحقيقة
وسر سكن بجوف المحار
في أعماق البحار البعيدة
وتأتيني الرياح العتيدة
محملة بأمطار بحري
المتنفسة رذاذ عطره
والمنتشية بصوت تراتيل أمواجه
محتضنة على أشرعتكـ
وسادة أشواقي لغد ساحر
ترتديني فيه شمس شروق صحو
ترتحل بعيداً فيه تلبدات غيوم شتائي الطويل
سحر لحظات حملتني إليكـ
من شرفة بيتي العتيق
على بحر ساكنني من قبل وجودي
قبل أن أسكنه في طيات أعماقي
ولتستمر بي طرقات الهمس
بيني وبين محارات البحر وجنياته
بليلة صحوة مقمرة
تهادت فيها النجوم متوارية
وأنا ونسج ألوان فصولي
نتنقل بين ذاك وتلك
أبحث لي عن فصل يدثرني
من كثرة توحشي
برحلة غربة تطويني
ياشغب السنوات الماضيات
التي كنت فيها ببراءة مدهشة
لترتدي عيوني الخضراء خضرة الكون
و
كل الوجود
خضرة صيف بنسمة ربيع
طهر مطر شتاء
وهمس تناغم خريف وارف
زهقت بي أنفاسي لحفيف ذكرى ترتحلني
متأرجحة متخبطة
بين أمسي الفياض بنور يعاكس الضي
ويومي المتخبط حتى إمساك النجوم قسرا
ولازلت بشرفة بيتي العتيق
وبهواء البحر العاصف بآخر غروب يومي
مع إرتفاع صدى رعد
تلبد بي صحوت وفنجان قهوتي
قد تجمد
وتجمدت معه كل أطرافي
فوهم اجتاحني هنا
أني بالحلم فقط تكفي لي
لتتعبد طرقاتي الملبدة الموحشة
يا الله
بنهاية طريقي المنهكـ بأنفاسي
أغترف من فيض رحمتك
ولا حيلة لي إلا بك ياربي
يا أرحم الراحمين لطريق خواء البعد
أنتظر دقات خلاص الوجود
من حزني الموشوم بألواني الباهتة
حيناً
لأنتزع تلونها بكل ألوان طيف الخلود
يـــــــــــــارب
يـــــــــــارب
إليك
ولك وحدكـ
متضرعة
أنا
يــــــــارب

ماجدة الصاوي
13 / 1 / 2010

Comments are closed.